عمان – كشف الرئيس التنفيذي لشركة تطوير وتأهيل المشاريع الريادية في قطاع تكنولوجيا المعلومات “صندوق أواسس 500” الدكتور أسامة فياض مؤخراً انّ الصندوق ومنذ تواجده في المملكة قبل أكثر من عام ونصف، قد استثمر في 52 شركة ريادية في تقنية المعلومات معظمها لأردنيين.
وقال الدكتور فياض – الذي عمل سابقاً نائبا لرئيس شركة “ياهوو” العالمية – إنّ الصندوق الذي يهدف الى خلق بيئة مثالية ومحفزة للريادة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد استثمر استثمارات أولية في ذلك العدد من الشركات وذلك من بين 500 شركة ريادية التي خاضت غمار البرامج التدريبية للصندوق، ضمن 10 أفواج أو معسكرات تدريبية انطلقت من قبل الصندوق في المملكة منذ شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2010.
وأشار فياض في لقاء صحفي خاص مع “الغد “ ان الصندوق أنهى قبل حوالي الشهر أيضاً المعسكر التدريبي للفوج 11 من الرياديين وهو الآن في طور تأهيل عدد من الشركات لضخ استثمارات أولية فيها.
ويهدف البرنامج التدريبي التابع لصندوق “أواسس 500” – الذي يشارك فيه متخصّصون بالتدريب، ويتكوّن من أربع مراحل – إلى تأهيل أفضل الشركات والأفكار التي تجتاز المراحل الأولية لإيصالها الى مراحل نهائية، للحصول على تمويل يساعدها على التحول إلى مشاريع إنتاجية، وذلك بعد ان تمرّ الشركات في تدريبات أساسية تشمل مبادئ إدارية ومالية وتسويقية، مستعينة بمجموعة من الخبرات والتجارب لشركات كبيرة أو رياديين قدامى في قطاع تكنولوجيا المعلومات المحلي والإقليمي.
وبعدما تنتهي الشركات خلال المعسكر التدريبي من البرنامج التدريبي والتأهيلي الأولي يجري ترشيح عدد منها للفوز باستثمارات أولية تصل الى 10 آلاف دينار وحضانة من صندوق “أواسس 500”، كما يعمل بعدها الصندوق على ترشيح عدد من الشركات في مراحل لاحقة للمشاركة في جلسات متخصصة لجذب استثمارات أخرى تساعدها في تطوير وتوسيع نطاق أعمالها.
الى ذلك أكّد فياض ان هنالك إقبالاً كبيراً من قبل الشباب الأردني على استحداث وخلق الأفكار لمشاريع في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وما تدل عليه الأرقام سابقة الذكر والتي تجاوزت كل ما كان مخططا له خلال فترة عام ونصف مضى من عمر الصندوق الذي يهدف الى المساعدة والاستثمار وتأهيل 500 شركة ريادية في الأردن خلال خمس سنوات.
وقال فياض في حديثه لـ “الغد” إنّ أهمية الأفكار والمشاريع التي شاركت في عمليات الصندوق حتى يومنا هذا، وإمكانية نجاح عدد منها في المستقبل، مدللاً على ذلك بتمكن عدد من الشركات السابقة جذب استثمارات أخرى لأغراض توسعية الى جانب الاستثمار الأولي الذي ضخه “أواسس 500” في هذه الشركات.
وعاود التأكيد على أهمية ان تكون الفكرة التي يعمل عليها الريادي مميزة وتحل مشكلة أو تسد حاجة ماسة في المجتمع ولمستخدمي الإنترنت أو في الاقتصاد، وهو الأمر الذي كان حاسماً في نجاح مشاريع تقنية كانت بسيطة في بداياتها وأصبحت اليوم من الشركات العملاقة للقطاع حول العالم، وذلك لانها بنيت على فكرة غير موجودة وتسد حاجة ماسة ليس فقط على مستوى أسواق محلية ولكن على مستوى عالمي.
ومن جهة أخرى قال فياض إنّ تجربة صندوق “أواسس 500” وتجارب ومواهب وأفكار الشباب الأردني أثبتت تفوقها على المستوى الإقليمي، مسترشداً بمشاركة الصندوق وعدد من الشركات التي استفادت من برامجه أواخر الشهر الماضي في مؤتمر إقليمي متخصص حول الريادة في تكنولوجيا المعلومات عقد في البحرين، لوحظ فيه التواجد القوي من حيث العدد والمحتوى للصندوق والشركات الأردنية التي مثلت الصندوق والأردن.
وتخلل المؤتمر عرض قصص نجاح ودراسات حالات لكل من صندوق “أواسس 500” و”صندوق المئوية The Centennial Fund” وشركة “تنمو Tenmou” و”مختبرات ستارت اب Start-up Labs” و”تمكين”.
وقال إن هذا المؤتمر كان فرصة مهمة لتوسيع وجودنا على المستوى الإقليمي وتسليط الضوء على الكفاءة التي تتمتع بها 11 شركة ناشئة سعت إلى استقطاب مستثمرين خليجيين إلى الأردن، لافتاً الى ان الشركات الأردنية التي شاركت في المؤتمر مثلت أكثر من نصف الشركات المشاركة من دول عربية في المؤتمر الذي حضره عدد من كبار المهتمين بموضوع الريادة والشركات الريادية في قطاع تكنولوجيا المعلومات من الخليج والمنطقة.
وأشار الى ان هذا المؤتمر سلط الضوء على مكانة الأردن المرموقة كمركز للريادة وللمشاريع الناشئة في مجالات التكنولوجيا على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو الأمر الذي يتماشى مع حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على تفعيل دور صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية من خلال تحفيز الريادة والإبداع وتمكين الموارد البشرية الأردنية من تأسيس مشاريع تنموية رائدة.
Author: إبراهيم المبيضين